نشر بواسطة Cairo Post – ترجمة: ولاء أحمد

تصوير: أحمد عمر
في عالم ما بعد الثورة الصناعية، حيث طغت الآلات على الصناعات اليدوية التقليدية، أصبح من الصعب ممارسة تلك الصناعات اليدوية بما فيها صناعة الخيام اليدوية التي مازالت تمارس لكسب العيش، في ظل بقاء احتمال اندثارها أمرا واردا.
بني سوق صانعي الخيام عام 1600، و سمي بسوق الخيامية، وهو السوق المغطى الوحيد الذي بقي من العصور الوسطى، وتم تسميته بهذا الاسم “الخيامية” نسبةً لألوانه الزاهية، ويضم العديد من المنتجات اليدوية منها: أعمال التطريز، وصنع الوسائد والأغطية، وصنع المكرميات، وأغطية السيارات، جلابيب المصرية التقليدية (عباءات طويلة).
كما يشتهر السوق أيضاً بالخيام الملونة التي تستخدم في الشوارع الكبيرة للجنازات، وحفلات الزفاف، وحفلات افتتاح المحلات، والتجمعات أخرى.
كانت تساهم الخيامية في صناعة وتصميم كسوة الكعبة المشرفة حتى عام 1960، ولكنها لم تعد تُصنع هناك منذ ذاك الوقت.
“فقد الجيل الجديد الاهتمام بمنسوجاتنا هذه، لأن الآلات أصبحت تقوم بكل شيء من صنع المكرميات والوسائد والتي يتم استيرادها من الصين بسعر أرخص ويمكنك العثور عليها في أي مكان. وأصبح عدد السكان المحليين والسائحين الذين يقومون بزيارة السوق في انخفاض يوماً بعد يوم.” هذا ما قاله جمال الذهب، مالك أحد المحال الصغيرة في سوق الخيامية في حديث مع كايرو بوست.
وأضاف الذهبي، الذي يبلغ الرابعة والستين من العمر، إنه بدأ بالعمل في الخياطة عندما كان في الثانية عشر من العمر، وهو لا يزال يشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل، قائلا إن “سحر التصميمات الملونة ببراعة والأريكة المصنوعة يدوياً وغيرها من الأشياء لا تقاوم بالنسبة لبعض الناس الذين يقدرون الفن.”
وأشار إلى أن السوق يزدهر كل عام خلال المناسبات والأحداث الخاصة، بما في ذلك شهر رمضان والانتخابات التشريعية والبرلمانية.
و قال الذهبي “في شهر رمضان، يشتري الناس لفافات من الأقمشة الملونة الزرقاء والحمراء والصفراء والمزخرفة بتصاميم إسلامية لتزيين الشرفات والشوارع. تستخدمها أيضاً المقاهي لصنع خيم رمضانية. لكن ذروة عملنا تكون عادة في أوقات الانتخابات، حيث يقوم العديد من المرشحين بشراء لفافات كبيرة من قماش الخيام لعمل سرادقات لتوجيه الخطابات لمؤيديهم.”
يقع سوق الخيامية في شارع طوله 300 متر أمام باب زويلة (بوابة القاهرة في العصور الوسطى والوحيد المتبقي من جدران الفاطميين من القرن الحادي عشر والثاني عشر).
وباب زويلة هو عبارة عن ممر مسقوف به فتحات صغيرة للإضاءة والتهوية في سقفه. و يتكون من برجين على جانبي الشارع. الأول يوجد به محلات تجارية صغيرة حيث يتم عرض الخيام وأعمال التطريز، وفي الآخر تم تخصيص غرف صغيرة حيث يقيم بها الحرفيون.
وقد لحق بالسوق أضرار بالغة في أعقاب زلزال عام 1992، ولا يزال قيد الترميم. و يفتح السوق كل يوم ما عدا يوم الأحد.
Facebook
Twitter
Instagram
Google+
YouTube
RSS