كتبت: ندا ضياء لDaily News Egypt – ترجمة: مي شهاب
“التمشية” في الشوارع حق للجميع دون أي قيود، إلا على الفتاة المصرية التي قد تكون عرضة لتحمُّل إساءات
لفظية أو جسدية أو حتى عاطفية. فنظرة المجتمع المحافظ الذي نحيا فيه يخلق اتجاها ضيقا لمعاملة الفتيات كأداة جنسية وحصرها في إطارات معينة تمنعها من القيام بنشاطات في الشارع. إلا أن منة الله الحسيني قررت تحطيم التابوات عن طريق “نصبة شاي”.
منة الله الحسيني، طالبة في كلية الحقوق وتبلغ 23 عاما، قررت محاربة النظرة المجتمع المصري للفتيات والمهن التي قد تزاولها و تحطيم عبارة “للرجال فقط”.
شجاعة الحسيني تجلت في رأسها الحليق ووشما يقول “شكلي عاجبني”، وهمت مشهد لم يعتاد المصريون على رؤيته يوميا في الشارع، بل وامتدت الشجاعة الحسيني في “نصبة” تمتلكها في وسط القاهرة لبيع المشروبات الساخنة.
وتبيع الحسيني جميع أنواع الشاي المنكه والقهوة والشيكولتها الساخنة بمبلغ زهيد، في “النصبة” الواقعة على الرصيف المجاور لوزارة الأوقاف بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة.
قالت الحسيني “أنا لست في حاجة إلى المال الذي أكسبه من عملي. لكنني تربيت على أن أكون مستقلة وأن أعمل ما أحبه دون الاكتراث بآراء الآخرين”.
قبل أن تبدأ مشروعها الخاص، عملت الحسيني نادلة في مقهي بلدي لتقديم المشروبات الساخنة والشيشة للزبائن، يقع على بعد 20 مترا فقط من نصبتها.
وتوفق الحسيني بين عملها ودراستها، قائلة “أذهب إلى الكلية في الصباح وأفتح النصبة بعد الظهر من السادسة مساء حتى الثانية صباحا”.
وانتقدت نظام تعليم في مصر، واصفة إياه بـ”الفشل التام”، وقالت “بصفتي طالبة فأنا لا أتعلم شيئا من الجامعة، وكل خبراتي في الحياة اكتسبها فقط من العمل”.
وترى الحسيني أن الطريقة الوحيدة لاكتشاف ما تريده في الحياة هو محاولة كل شيء.
وقالت “عملت بائعة لمدة أربع سنوات. ورغم أنني جنيت الكثير من المال، فلم أكن راضية عما أنجزته . ومن ثم قررت البحث عن شيء آخر أحب القيام به، وهو تقديم المشروبات للزبائن في المقاهي”.
وقبل أن تبدأ مشروعها الخاص، عملت الحسيني في عدة مهن، وحاولت العمل في مجال النقاشة إلا أن النقاشين لم يسمحوا لها بالعمل معهم. وبعد ذلك مكثت في الأسكندرية ثلاثة أشهر كمحاولة للعثور على وظيفة مناسبة، كان الغناء من ضمنها.
وقالت الحسيني “يعتقد الناس أنني مجنونة، ولكنني لا أهتم!”.
وبعد أن وجدت الحسيني المهنة التي وصفتها بأنها “الأمثل”، قالت إن “الطريق لم يكن ممهدا بالقدر الكافي”.
وأوضحت “في البداية لم توافق الحكومة على إعطائي تصريح للوقوف بالشارع. وعندما وقفت دأبت الشرطة بمساعدة بلطجية في مضايقتي ومضايقة زبائني”.
وقالت “هم لم يستطيعوا استيعاب فكرة أن تقوم فتاة بالعمل الذي غالبا ما يؤديه الرجال”.
مساعدة أهل الحي وتشجيعهم لها، ساعدها في محاربة ما سمته بـ”إرهاب البلطجية”، إلا أنهم “لم يكفوا عن مضايقتي وطلب الشرطة لغلق النصبة يوميا”.
وفي نهاية المطاف، تمكنت الشرطة والبلطجية من دفعها للابتعاد عن الحي، بحسب الحسيني.
وتجد الحسيني أن القيام بأمور غير متوقعة هي طريقتها في إثارة دهشة الناس ووسيلة لتغييرهم، حيث أوضحت قائلة إنها “تدعى نظرية الصدمة. فعندما يكون الناس مرضى، أرهم أشياء لا يرغبون في كشفها وتمتع بردود فعلهم”.
وتقول الحسيني إنها تتعرض للتحرش حينما تسير في الشارع، لأن الناس لا يقبلون مظهرها، أو رأسها الحليق، أو لباسها أو حتى طريقة تصرفها.
“تعرضت للضرب ثلاث مرات، بينما كنت أسير بمفردي دون أن أفعل أي شيء، على أيدي أشخاص مختلفين وفي كل مرة كانوا يلوذون بالفرار بعد الضرب وهم يسبونني”.
ومع ذلك فمواجهة مجتمع غير متفهم، ما كان أن يؤثر على أحلامها.
قالت الحسيني بحزن: “لازلت أحلم بإعادة فتحها ]النصبة[، ولكنه حلم صعب المنال في الواقع. ومع ذلك، فهي تجربة لن أنساها ما حييت بسبب ما تعلمته منها من دروس ثمينة”.
في نهاية المطاف، تعتقد الحسيني أن في إعادة فتح النصبة مرة أخرى رسائل تود توصيلها خلال حياتها التي تعتبرها محاولة “لتغيير كل الصور النمطية لدي المجتمع”.
“لازلت أحلم بإعادة فتحها (النصبة)، ولكنه حلم صعب المنال في الواقع. ومع ذلك، فهي تجربة لن أنساها ما حييت بسبب ما تعلمته منها من دروس”.
في نهاية المطاف، تعتقد الحسيني أن في إعادة فتح النصبة مرة أخرى رسائل تود توصيلها خلال حياتها التي تعتبرها محاولة “لتغيير كل الصور النمطية لدي المجتمع”.
Facebook
Twitter
Instagram
Google+
YouTube
RSS