كتبت: أميرة فوزي
-
رسم: عمار أبو بكر من شارع محمد محمود
رغم أن الفن وما يحويه من شعر وأدب يعتبر من القوى الناعمة إلا أن له تأثيراً كبيراً في الحياة العامة والسياسية على مر التاريخ، وظهر هذا التأثير في الحياة المعاصرة خاصة بعد هزيمة 1967، فظهر وصف “شعراء المقاومة”، وهو وصف أطلق على مجموعة من الشعراء الفلسطينيين، ومن أشهر الأسماء في تلك المرحلة توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم. ومن أشهر القصائد التي راجت في ذلك الحين “هنا باقون” لتوفيق زيادة، و”سجّل أنا عربي” لمحمود درويش، و”خطاب في سوق البطالة (يا عدو الشمس)” لسميح القاسم.
فمثلاً قال سميح القاسم فى قصيدته “خطاب في سوق البطالة”
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث وأوانٍ وخواب
ربما تحرق أشعاري وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبضٍ في عروقي سأقاوم
ليعبر هذا الفن عن مشاعر العرب أجمعين وليس فقط الفلسطينيين وبمرور الوقت تأكد وجود الفن كأداة للمقاومة وظهر ذلك في أغنيات الأمل والانتصار المنشود.
وفي مصر تغنت أم كلثوم برائعة صلاح جاهين “الله معك”
يا صابر الصبر الجميل الله معك
ما أروعك ياشعبنا وما أشجعك
جرحك فلسطين يوْجَعك تزداد وجود
وتحول الأحزان بارود في مصنعك
الله معك.. الله معك.. الله معك..
حتى بعد الانتصار في أكتوبر 1973، ظل الفن أداة للتعبير عن الرفض والأمل والنصر. حتى ظهر مؤخراً ابن فلسطين المطرب الصاعد “محمد عساف” ليتغنى بتراث بلاده من أغاني المقاومة مما حقق له الشعبية والتأييد في الوطن العربى بأكمله.
وبالعودة لمصر انتشر بعد ثورة 25 يناير “فن الجرافيتي ” لينضم إلى أدوات الفن للتعبير عن الرفض لتحكي الجدران قصة الأبطال والأحداث المهلمة وترفض الظلم وتنادي بالأمل..
وأصبح شارع محمد محمود بحوائطه شاهد على أبطال الثورة برسوماته، ويبقى للفن تأثيره الكبير فى المقاومة ومن الممكن أن يضيف العديد من الوسائل الجديدة للمقاومة لكن المؤكد أنه سيضيف الكثير للتراث والتاريخ والثقافة وسيحقق أهدافه.. وكما قال محمود درويش “سأَصير يوماً ما أُريد”.
Facebook
Twitter
Instagram
Google+
YouTube
RSS