
لقطة من فيلم “صائدي الأشباح”
“أوشن 8″ و”صائدي الأشباح” يمثلان أحدث إتجاه تتخذه هوليوود في الآونة الأخيرة، فقد شهدنا خلال العام الجاري إعادة إنتاج الفيلم الجماهيري ذائع الصيت “صائدي الأشباح Ghostbusters” والذي صدر في عام 1984 وقام ببطولته بيل موراي ودان أيكرويد وسيجورني ويفر لتصبح النسخة الجديدة من الفيلم بطولة نسائية بالكامل لتسيطر كلًا من ميليسا ماكارثني وكريستن ويج وكيت ماكينون على مهمة القبض على الأشباح في مدينة نيويورك، وعلى الرغم من القالب الكوميدي الذي قدمه الفيلم إلا أنه وقع تحت دائرة المقارنة والتحليل بنظيره الأصلي ولم يحز على نفس الشعبية، ولكن يبدو أن فيلم صائدي الأشباح هو مجرد أول خطوة في إتجاه جديد تخطو فيه هوليوود، فهل تسعى صناعة السينما الأمريكية لإعادة قولبة أفلامها من جديد أم إعادة قولبة بطلاتها؟
لم تتضح الصورة بعد ما إذا كانت هوليوود قد نفذت من الأفكار الجيدة لأفلامها، فأصبحت تتجه إلى الإتجاه الأسهل الذي يتمثل في إنتاج الأفلام المقتبسة عن الروايات الناجحة أو إعادة إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام بما في ذلك أفلام الأبطال الخارقين – سبايدرمان على سبيل المثال يشهد إعادة إنتاج ثالثة له حتى الآن – أو الإتجاه الأخير في إعادة إنتاج أفلام ببطولة نسائية كاملة والتي تبدو كنزعة نحو تحقيق مساواة بين الجنسين وإظهار قدرة المرأة على القيام بنفس المهام الصعبة التي قد يحتكرها الرجال – مطاردة الأشباح والتعامل مع القاذورات في صائدي الأشباح واستخدام قدرات الأنثى من دهاء وقدرة عضلية وذهنية للاحتيال والسرقة في أوشن 8 – ولكن يبقى السؤال، هل تعتبر هذه هي أفضل وسيلة لإظهار قدرات المرأة على الشاشة الذهبية؟ ألم يكن من الأفضل لصناع الأفلام بهوليوود إنتاج أفلام ونصوص أصلية وغير مقتبسة عن أفلام أخرى لإعطاء هذه السيدات حقهن على الشاشة وعدم مقارنتهن بنظرائهن من الرجال في الواقع وحتى في الأفلام؟
على الجانب الأخر، قد يتبادر لدى البعض تفسيرًا أخر لمثل هذه الظاهرة التي قد لا تنال إعجاب الجميع – خاصة محبي الأفلام الأصلية وكارهي إعادة الإنتاج أو المساس بالتحف السينمائية التي حفرت في تاريخ السينما – هل هذه مجرد محاولة بائسة لإعطاء مزيد من المساحة للسيدات على الشاشة وطغيانهن على الفيلم كاملًا وعدم مشاركتهن لبطولة ذكورية؟ وليس الأمر هجومًا على الإتجاه الأنوثي في حد ذاته، بل هو نقد لإتجاه منتجي هوليوود لحصر السيدات في خانة المقارنة الدائمة التي أصبحت أمرًا مُستهلكًا ولا يجب إعطاؤه أدنى اهتمام. يجب إستغلال القدرات التمثيلية للبطلات بشكل أفضل من ذلك، ويمكن أن نأخد جينيفر لورانس في الأفلام على سبيل المثال كمثال يُحتذى به للبطلات في عالم هوليوود، فهي تُظهر سيطرتها على الفيلم وتثبت وجودها في الفيلم دون الحاجة لإقصاء نظيرها البطل، وحتى ميليسا ماكارثني تتمتع بظهور قوي في الأفلام التي تتشارك فيها مع بطل، وإذا استوجب على منتجي هولييود الإتجاه نحو البطولة الأنثوية الصرفة، فيجب احترام كل من الأفلام والبطلات على حد سواء وتوفير الفرصة لهؤلاء السيدات لإظهار قدراتهن في أفلام جديدة وأصلية كُتبت وأُتقنت من أجلهن ومن أجل قدراتهن الفنية، فقد استحقت كلًا منهن الظهور في نصوص سينمائية لم تنتج من قبل.
إذا استمر هذا الإتجاه الجديد الذي تتبعه هوليوود مع بطلاتها فى قولبتهن بأفكار استُهلكت بالفعل، لن يبقى أمامنا سوف تفسير واحد وهو أن الأفكار السينمائية الضخمة والإبداعية للسيدات قد نضبت وجف ينبوعها لدى منتجي هوليوود، الأمر الذي من شأنه تحويل صناعة الأفلام في هوليوود إلى حلوى تفقد لذتها.
Facebook
Twitter
Instagram
Google+
YouTube
RSS