
الفنان سيد رجب – المصدر: الصفحة الرسمية على فيس بوك
«إنت عارف إنت بتفكّرني بمين؟ بالواد بتاع الزمالك اللي اسمه شيكابالا، مع الأخذ في الاعتبار فرق الألوان، واد لعّيب قوي، يشوط ويجري ويرقّص، وفي الآخر ماياخدوش الدوري! تعالى الأهلي يا رضا».
دار هذا الحوار في فيلم «أولاد رزق»، وهو يلخص ما نسميه مسيرة سيد رجب الفنية، الذي ظل يؤدّي أدواره على خشبة المسرح لعشرين عاما، دون أن يعرفه أحد، ليقرر الانتقال للسينما، لم تتغير موهبته، لكنه انتقل للأهلي «السينما».
تأتي أدوار رجب مثيرة للدهشة، وتجعل الجمهور يتساءل، كيف استطاع أن يظهر تلك الشخصية بكامل مفرداتها اللغوية والجسدية، كما لو كانت تقدم لأول مرة؟!
أدرك الجمهور أن لتاجر المخدرات كلمات تختلف عن الفتوة والبلطجي، يتعمق داخل الشخصية حتى يأتي بما يفاجئ به جمهوره، حتى أداءه الصوتي الذي تدركه لأول وهلة حين تتعرض له مسامعك بصوته المميز.
«اسم الله على الشباب، الوداع يا مصر».
جاءت تلك الكلمات على لسان المعلم سالم، في مسلسل «بين السرايات» ما يلفت النظر أن سيد رجب الذي يبلغ من العمر 66 عاما، معظم جمهوره من الشباب، ربما لأنه يبحث عن الإنسان داخل كل شخصية يؤدّيها، ينقّب عن العالم الخفي، ليأتي بمعالم الضحك والسخرية والبكاء من شخصيات قائمة على الشر، يعيش حياة كل شخصية يجسّدها، مشاعرها، خباياها، وينقلها لنا حتى يختلط علينا الأمر بين ما يبدو شخصيا وما يبدو متخيلا.
«بالك إنت يا رضا الثورة قامت ليه؟ ما تقوليش علشان الداخلية والتعذيب والكلام الفاضي ده، الثورة قامت علشان حاجة واحدة بس، المخدرات شحّت من البلد، والعالم فاقت وصحيت، أصل المخدرات دي عاملة زي رمّانة الميزان، فيه مخدرات مفيش ثورة، مفيش مخدرات فيه ثورة».
علاقة سيد رجب بالسياسة والثورات لم تختصر في ذلك المشهد، لأنه اعتقل مرتين في فترة الثمانينيات، مرة إثر تقديمه عرضا مسرحيا سياسيا، ليقرر بعدها الاختيار بين السياسة والمسرح، فاختار ما ظلّ يتدربّ 25 سنة من أجله.
تنوّعت أدواره كثيرا، بينما يحصره الناس في أدوار الشر، فيما لا يخشى متابعوه من استهلاكه تجاريا، ما دام جاء بالجديد، ولم يلعب الدور كما هو على الورق، واستطاع بأدائه أن يقنع الجمهور أنه يتفوق في موهبته على العديد من فناني الصف الأول، ولا يشغله ذلك حينما يقول «سعادتي أن أعيش حيوات مختلفة من خلال كل شخصية أقدمها، وعندما أنتهي أعيش شخصية أخرى».
«يعني هم عملوا إيه العيال، أهم سابوني وطفشوا وراحوا عايشين مع نسوان أوروبا البيض، إلا ما فيه حد فيهم حط في عينه حصوة ملح، وقال أجيب أبويا أمتّعه شهر ولا اتنين، عيال جاحدة».
ربما تلك الجمل كان من الممكن أن نقولها نحن، قبل أن يؤديها رجب، إثر انتظارنا كل تلك الأعوام، حتى ندرك أن على تلك الأرض، يوجد الجنرال.
Facebook
Twitter
Instagram
Google+
YouTube
RSS