
هوارد ماكس.
توفى في شهر إبريل أحد أشهر تجار نبات القنب في العالم، هاورد ماركس، بسبب مرضه بالسرطان. ماركس حظى بشهرة عالمية خارج حدود تجار المخدرات ومستهلكيها، فلم يقتصر دوره على الإتجار وتسهيل دخول القنب للولايات المتحدة فقط، فقد روج للقنب وكتب عنه كتاب دخل قائمة الأكثر كتب مبيعاً، بالإضافة إلى تحدثه الدائم عن أهمية تقنين القنب في أحداث ومعارض مختلفة لإيمانه بأحقية الجميع في حرية تدخين نبات القنب للاستهلاك الترفيهي وليس فقط الاستهلاك الطبي.
بداية التغيير بعد السجن
ماركس بدأ في الكتابة عام ١٩٩٦ فور خروجه من السجن في أمريكا متحدثاً عن حياته وعمله في المخدرات وما صادفه من مواقف غريبة ليبدأ في جذب العديد من الأنظار إليه والترويج لفكرة لم تكن منتشرة وقتها. حظى هذا الرجل العجوز بلقب Mr.Nice أو الرجل اللطيف ﻻختلافه عن الصورة النمطية السيئة لتاجر المخدرات.
عندما نشر مذكراته فور خروجه من السجن تم بيع أكثر من مليون نسخة منها وتم تحويلها بعد ذلك إلى فيلم سينمائي مثل فيه دوره أحد أصدقائه وجسد حياته الغريبة بالكامل.
بدأت حياته كمهرب للقنب منذ زمن طويل، تحديداً في سبعينيات القرن الماضي، بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في الفيزياء من كلية ياليلو في أكسفورد. ظل ماركس يعمل بهمة في إدخال القنب إلى الولايات المتحدة حتى عام ١٩٨٨ عندما تم القبض عليه في إسبانيا من قبل فريق مكافحة المخدرات الأمريكي وتم ترحيله إلى فلوريدا حيث تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
خرج المهرب العجوز وقتها مبكراً من السجن لحسن السير والسلوك ومن هنا بدأت رحلته مع القنب لكن بطريقة أكثر شرعية.
تهريب المخدرات حول العالم
نشأ ماركس في جنوب الويلز لأب بحار وأم مدرسة، وبدأت رحلته مع المخدرات أثناء دراسته في الجامعة عن طريق الاستهلاك. وقتها أثرت المخدرات على دراسته وبدأ في عدم حضور المحاضرات لكن مع نهاية عامه الأخير استطاع أن يتخرج ويحصل على شهادته بنجاح.
لم يكمل حياته في الفيزياء وغير نشاطه من مجرد مستهلك للقنب لمهرب له في المملكة المتحدة. خطوة بخطوة توسعت شبكة علاقاته بالتجار الأوروبيين الذين انبهروا بقدرته على تهريب هذا النبات بدون أن يتم كشفه أبداً وحفاظه على سجل إجرامي خالي من أي تهم. واستمر في توسعه حتى بنى إمبراطورية كاملة.
نشاط مختلف
ظل المهرب العجوز في قمة نشاطه وحيويته مروجاً للقنب لكن بدون الإتجار فيه رغم مرضه بالسرطان. بالإضافة إلى ترشحه للبرلمان عام ١٩٩٧ للعمل على قضية واحدة فقط وهي تغير قوانين استهلاك القنب في المملكة المتحدة وتقنينه.
“من المستحيل أن أندم على أي جزء من حياتي عندما كنت أشعر بالسعادة، وأنا أشعر بالسعادة الآن. أنا لست نادماً على أي شىء ولم أندم على شىء منذ زمن”.. يشرح ماركس فلسفته في الحياة بعد مرضه بالسرطان.
بسبب كلامه في كتبه وجولاته وعروضه أصبح ماركس أكثر من مجرد تاجر مخدرات يضر الناس، فقد تحول ماركس إلى رمز للحريات والقنب ولقضية كبيرة بدأت في الانتشار مؤخراً وهي قضية تقنين النبات المخدر طبياً أولاً ثم تقنينه للاستهلاك الترفيهي، مثلما هو الحال الآن في مدينة أمستردام وكولورادو والأوروغواي.
الجانب السىء لروبن هوود المخدرات
رغم امتلاكه لقاعدة جماهيرية كبيرة من المحبين الذين انهال عليهم خبر موته كالصاعقة، إلا أن زوجته السابقة، جودي ماركس، التي عاشت معه فترات طويلة وراعت أولاده الثلاثة تروي جانباً آخر من حياة تاجر المخدرات وكيف أثر ذلك على حياتهم معاً وعلى أولاده.
“لقد أهدى والدي كتابه لي فقط لأنه أراد يعوض علي تركه لي لمعظم حياتي”.. يقول باتريك أحد أولاد ماركس الثلاثة. فقط عانت عائلته كثيراً بسبب الحياة الصعبة التي يعيشها تاجر المخدرات وزادت هذه المعاناة بعد حبس ماركس مدى الحياة وحبس زوجته وأم أولاده معه وقتها لمدة ١٨ شهر. اضطرت وقتها جودي أن تترك أولادها لمدة طويلة مع أختها لتقوم بتربيتهم.
ورغم أن ماركس ومحبيه روجوا له على أنه روبن هوود المخدرات الذي تسبب في جرائم بلا ضحايا إلا أن حياة عائلته معه تثبت عكس ذلك. لكن يظل ماركس علامة كبيرة في عالم القنب ومحبيه بسبب إسهاماته وقصصه عن العالم الداخلي لهذا المخدر.
Facebook
Twitter
Instagram
Google+
YouTube
RSS